العين تتحرك باستمرار بشكل مجهري دون أن يشعر الإنسان بذلك، وهذه الحركة ضرورية لحدة البصر!

العين تتحرك باستمرار بشكل مجهري دون أن يشعر الإنسان بذلك، وهذه الحركة ضرورية لحدة البصر!

تُعد حدة البصر إحدى العوامل الضرورية لإنجاز العديد من المهام اليومية بدقة وفعالية، ابتداءً من القراءة، مروراً بتمييز الأشخاص، وحتى قيادة السيارة والعديد من المهام الأخرى التي لا حصر لها. وقد ساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن حدة البصر تتعلق بشكل رئيسي بعوامل تشريحية داخل العين، دون إيلاء الحركة الدقيقة المجهرية للعين اهتماماً كافياً، على الرغم من معرفة العلماء والباحثين لها منذ عدة عقود.

وتعرف الحركة الدقيقة للعين باسم microsaccades، وهي حركات لا إرادية مستمرة تكون أوضح وأسرع ما تكون عند التحديق بشيء ما (وضعية الثبات).

قام باحثون من جامعة روشستر الأمريكية بفحص تأثير الحركة المجهرية للعين على حدة البصر، وذلك باستخدام مخطط سنيللين الشهير.

ولقياس حدة البصر في غياب تلك الحركة المجهرية، قام الباحثون بتثبيت انطباع مخطط سنيللين على شبكية الشخص الذي يخضع للفحص، وذلك عن طريق تحريك المخطط نفسه بشكل دقيق ومناظر لحركة العين، بما يُعاكس تأثير تلك الحركة. وقد وجد الباحثون بأن ذلك أدى إلى تراجع واضح في حدة البصر عند المشاركين في الدراسة، والذين كانوا جميعاً يتمتعون بحدة بصر عالية (20/20)، وأن الانخفاض بلغ حتى السطر السادس في مخطط سنيللين، بما يُقدر بحدة بصر تبلغ 20/30.

وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تشير إلى أن الحركة المجهرية للعين تمارس دوراً هاماً في حدة البصر بمعزل عن العوامل التشريحية الأخرى، وأنه من الضروري دراسة تلك الحركة المجهرية عند تقييم مشاكل الإبصار مثل مد البصر وحسر البصر بهدف علاجها بشكل أمثل.

جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة Nature Communications، ويمكنكم الاطلاع على الورقة البحثية على الرابط:

 http://dx.doi.org/10.1038/s41467-020-14616-2